ذات المعالج النفسي: الأداة التي لا يمكن الاستغناء عنها بقلمي
السرد التالي مستلهم من المؤتمر السابق الذي يدور حول ذات المعالج والتي من وجهة نظري أراها اداة مهمه مؤثرة في العملية العلاجية، فعندما نتحدث عن العلاج النفسي، غالباً ما ينصرف التفكير إلى المدارس النظرية أو التقنيات العلاجية المختلفة. لكن الأبحاث المستمرة تشير إلى أن هناك عاملاً آخر أكثر عمقاً وتأثيراً: ذات المعالج النفسي نفسه.
1. العلاقة العلاجية تتجاوز التقنية
تؤكد الدراسات أن فعالية العلاج لا تعتمد فقط على الأساليب المستخدمة، بل على جودة العلاقة بين المعالج والعميل. هذه العلاقة تتأثر بقدرة المعالج على الحضور، التعاطف، وتقديم أصالة حقيقية (Gelso, 2011).
2. وعي الذات كشرط أساسي
المعالج الذي يمتلك وعياً بذاته، بانفعالاته، نقاط ضعفه، وتحيزاته؛ يكون أكثر قدرة على ضبط تفاعلاته في الجلسة، مما يتيح مساحة آمنة للعميل. وقد أوصى Norcross & Lambert (2019) بأن الاستثمار في تطوير الوعي الذاتي يجب أن يكون جزءً لا يتجزأ من الممارسة المهنية.
3. العناية بالذات ليست رفاهية
الإجهاد النفسي والإنهاك المهني قد ينعكسان مباشرة على جودة العلاج. لذلك فإن العناية المستمرة بالذات، طلب الجلسات الاشرافية، والانخراط في عمليات نمو شخصي، ليست خيارات إضافية، بل عناصر أساسية لحماية كل من المعالج والعميل.
4. من هو المعالج؟
الجوهر هنا: ليس فقط ما يعرفه المعالج هو المهم، بل أيضًا من هو.
فذات المعالج النفسي ليست أداة صامتة في الخلفية، بل هي العنصر الأكثر تأثيراً في بناء الثقة وتحقيق التغيير.
المراجع:
• Gelso, C. J. (2011). The real relationship in psychotherapy: The hidden foundation of change. American Psychological Association.
• Norcross, J. C., & Lambert, M. J. (2019). Psychotherapy relationships that work III. Psychotherapy, 56(4), 367–380.